بحث عن المتنبي مختصر

بحث عن المتنبي مختصر

هو أبو الطيب أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكندي الكوفي المعروف بالمتنبي ولد سنة ٣٠٣هـ، في خلافة المقتدر بن المعتضد العباسي. 

وكان أبوه الحسين جعني النسب من عامة أهل الكوفة يتعاطى مهنة السقاية أي يسقي للناس بدراهم يؤدونها له وكانوا يسمونه «عبدان السقاء» وبنو جعفي بطن من وسط العشيرة من القحطانية وكانت جدتة همدانية نسبة الى بني همدان وهم بطن من كهلان من القحطانية ايضاً.

المتنبي


فهو من أصل عريق في العروبية فنشأ على حب الله والادب منذ نعومة أظفاره فعمد إلى القراءة ولزم أهل العلم وأخذ عنهم ولكنه كان لا يستطيع ابتياع الكتب او استنساخها لصعوبة ذلك في تلك الايام فكان يجالس الوراقين في الكوفة وهم الذين يشتغلون الورق بين بيع وشراء او نسخ مثل باعة الكتب في من الأيام فكان هو يطالع ما في تلك الأوراق بلا نفقة وكان متقد الذهن قوي الذاكرة لا يكاد يقرأ شيئا إلا حفظه. (١)


كنيته ولقبه


اشتهر المتنبي بكنيته ولقبه حتى غلبتا على اسمه واسم أبيه، فلا يعرف إلاَّ بـ(المتنبي) أو (أبو الطيب) أو (أبو الطيب المتنبي).

وقد اختلف الشراح والمؤرخون، في سبب تلقيبه بـ (المتنبي) حتى شرقوا وغربوا، ويرجح في هذه المسألة ما ذهب إليه ابن جني إذ ذهب إلى أن سبب تلقيبه بـ(المتنبي) قوله:


أنا في أُمةٍ تداركها الله  … غريبٌ كصالح في ثمود


وقد قال مثل ذلك في نفس القصيدة:


ما مقامي بأرضِ نخلة إلاَّ … كمقام المسيح بين اليهودِ

فألصق حساده ومناوؤه به تهمة إدعائه النبوة فروا عنه في ذلك روايات واضحة الكذب واهية الأسانيد لا يقبلها من كان له حظ قليل من العقل والإنصاف، وفي عصرنا هذا أصبحت من الخرافات والقصص الخيالية التي يخجل المرء أن يتفوه بها فضلاً عن أن يعتقد بها.

ورجح الدكتور عبد الوهاب عزام الرواية التي تذهب إلى أنَّ لقبه جاء من النَبْوَة، أي الإرتفاع، وهي في الحقيقة لا تختلف عما ذهب إليه ابن جني إلاَّ في الشكل، فإنَّ نبي الله صالح وعيسى عليهما السلام في منزلة عالية قياساً إلى قومهما. (٢)


طلبه للعلم وثقافته


اختلف في صباه إلى كتّاب العلويين الأشراف، في الكوفة - مسقط رأسه - فنهل من معين صاف: علوم اللغة وغيرها، وهناك ظهرت موهبته الشعرية مبكراً في صباه، وامتاز أيضاً بالذكاء الوقاد، والحافظة القوية الواسعة، وما فتئ منذ نشأته يختلف إلى دكاكين الوراقين، ويتردد إلى المؤدبين، يروي ظمأه من كتبهم، وقد رويت عنه بعض الأخبار التي تدل على قوة حفظه وسرعة بديهته. (٣)


شعره


وقد أثر شعر المتنبي في الشعر العربي تأثيراً كبيراً لا مثيل له وأصبح ديوانه طوال العصور الوسطى والعصر الحاضر في متناول العلماء والأدباء من بلاد فارس إلى الأندلس، حتى قدمه بعض النقاد، على الشعر الجاهلي، لما فيه من معان عميقة تؤثر في العقل والعاطفة معاً.

ولم يقتصر الاهتمام بشعر المتنبي على العرب والمسلمين فحسب بل انسحب ذلك الاهتمام إلى المستشرقين، فدرسه عشرات المستشرقين منذ بداية القرن السابع عشر الميلادي وحتى يومنا هذا.

وقد قسم دارسو شعر المتنبي شعره على خمس مجموعات، هي:


  1. الشاميات: وعدد أبياتها (2352) بيتاً.
  2. السيفيات: وعدد أبياتها (1540) بيتاً. 
  3. الكافوريات: وعدد أبياتها (528) بيتاً. 
  4. الفاتكيات: وعدد أبياتها (357) بيتاً. 
  5. الشيرازيات: وعدد أبياتها (396)يتاً.
  6. فيكون المجموع (5173) بيتاً. (٤)


وفاته


فارق المتنبي بلاد عضد الدولة ميمماً تجاه بغداد، وقبل أن يصل إلى دار السلام بستة عشر فرسخاً خرج عليه (فاتك الأسدي) في ثلة من أصحابه، ودارت بينهما معركة أسفرت عن مقتل المتنبي، وابنه (محسَّد) وغلامه (مفلح)، ومَن ثبت معه من غلمانه، وذهبت دماؤهم هدراً.

وقد رثاه كثير من أدباء عصره وعلمائه وشعرائه بشعر وافر لا يتسع المقام لذكره، وعلى رأسهم أبو الفتح عثمان بن جني وغيره.

ومهما يكن من أمر مقتله، وأمر من كان وراء ذلك، ومن دبر هذه الفعلة ومن الذي نفذ؛ فإن أبا الطيب الذي لم ينل ما أمّل في حياته ولم يحقق مراده، لعله يكون قد بلغ من آماله شيئاً بعد مماته، وكفاه أن يخلد أبد الدهر شاغل عصور العربية، وما يزال يشغلها حتى الساعة، مع فنه الخالد وذكره الدائم. (٥)


قائمة المراجع:


١- أبو الطيب المتنبي، مجلة الهلال، العدد ٩، ١٨٩٧، ص ٣٢٢.


٢- ظاهر محسن کاظم، حروف المعاني العاملة في شعر المتنبي، أطروحة دكتوراه، كلية التربية، جامعة بابل، العراق، ٢٠٠٧، ص ٣-٤.


٣- نجم الدين حسن حموش، التكرار في شعر المتنبي، رسالة ماجستير، الجامعة الإسلامية، المملكة العربية السعودية، ٢٠١٣، ص ١٦.


٤- ظاهر محسن کاظم، مرجع سابق، ص ٨-٩.


٥- نجم الدين حسن حموش، مرجع سابق، ص ٢٦.


مكتبة جواد
مكتبة جواد
تعليقات