نبذة مختصرة عن صلاح الدين الأيوبي

نبذة مختصرة عن صلاح الدين الأيوبي

ولد صلاح الدين في قلعة تكريت عام ٥٣٢هـ = ۱۱۳۷م، حيث كان والده نجم الدين أيوب بن شاذي حاكماً عليها.

لكن الظروف شاءت أن يخرج أيوب وأسرته إلى الموصل، ليلحق بخدمة حاكمها عماد الدين زنكي في العام نفسه.


وفي العام التالي (٥٣٣هـ = ١١٣٨م) أقطع عماد الدين أيوباً مدينة بعلبك. وأمضى صلاح الدين سني الطفولة الأولى فيها، ثم انتقل في سن الرابعة عشرة (عام ٥٤٦هـ = ١١٥٠م) إلى خدمة عمه (أسد الدين شيركوه)، الذي كان آنذاك أكبر أمراء نور الدين محمود، الذي خلف أباه عماد الدين زنكي في حكم شمال الشام.

نبذة مختصرة عن صلاح الدين الأيوبي


وقد قدم شيركوه صلاح الدين إلى نور الدين، فقربه وجعله من خواصه، ومرافقاً في سفره وإقامته، ورفيقاً في لعبة الكرة (لعبة شبيهة بالكرة والصولجان). 


وتقلد صلاح الدين في عام (٥٥٢ هـ = ١١٥٦م) منصب شحنة دمشق، كما يذكر ابن أبي طي، ثم استقال من منصبه بعد مدة قصيرة ليلتحق من جديد ببلاط نور الدين حتى عام (٥٥٩هـ = ١١٦٤م) عندما اشترك في الحملة الأولى على مصر.


ذلك هو كل ما نعرفه عن صلاح الدين حتى عام ٥٥٩هـ = ١١٦٤م. وأغلبه قدمه ابن أبي طي، في الوقت الذي سكتت فيه مصادرنا الأخرى عن حياته المبكرة إذ بدأت سيرة صلاح الدين لديهم مع حملة شيركوه الأولى على مصر. (١)


صفاته


صفاته الذهنية: وكان صلاح الدين من صغر سنه ذكيا هاما تلوح على وجهه ملامح المهاية والذكاء وكان نور الدين يحبه ويقربه منه ويكرمه فنشأ على العز والفخر وقد اقتبس من نور الدين خلالاً حسنة ظهرت فيه بعد ذلك بمظهر الحلم والشهامة وطرائق الخير والسبق الى الجهاد. (٢)


صفاته الجسمية: كان صلاح الدين ربع القامة كثيف شعر اللحية يلبس العمامة والجبة والقفطان ويتقلد في منطقتو خنجراً مرصعاً.


وكان حاد العينين مع وداعة وذكاء سهل الخلق كريم النفس واسع الحلم محباً للمسالمة كريم الاخلاق جوادا رفيق الجانب إذا سأله أحد عطاء تلطف بالجواب كأنه يستمهله فإنه يقول «ما عندنا شيء الساعة» ومفهومه أنه يعطي وإن كان يبطى.


وكان لا يلبس الا ما استحل لبسة كالكتان والقطن والصوف وكانت محاضره مصونة من الخطر ومجالسة منزهة عن الهزل ومحافظة حافلة بأهل الفضل لا ينطق بلفظ يؤثر سماع الأحاديث بالأسانيد. (٣)


آثاره


ومن آثاره في مدينة القاهرة قلعة الجبل بناها وزيره بهاء الدين بأمره وهي لا تزال قائمة الى هذه الغاية وفيها بئر تعرف ببئر يوسف ويظن بعضهم أنها تنسب الى يوسف الصديق بن يعقوب ولكنها نسب حقيقة الى يوسف صلاح الدين صاحب الترجمة وكانت هذه البئر محفورة من ايام الفراعنة ثم طمرت بالرمال فأعاد صلاح الدين حفرها.


ومن مآثره أيضا ترميم سور القاهرة وتوسيعه وتحصين المدينة وله غير ذلك من الأبنية والآثار ما يضيق هذا المقام عن استيفائه وإذا أردت التطويل فطالع كتابنا «تاريخ مصر الحديث» في الكلام عن الدولة الأيوبية. (٤)

وفاته


مات صلاح الدين يوم الأربعاء الرابع من مارس عام ۱۱۹۳م، وهو في الحادية والخمسين من عمره، ودفن بعد صلاة العصر من اليوم نفسه في الدار التي في البستان بقلعة دمشق، ووضع بجانبه سيفه الذي خاض به معارك الجهاد «ليكون معه في جنات الخلد». (٥)


قائمة المراجع:


١- ناصر عبد الرزاق، حياة صلاح الدين الأيوبي المبكرة في ضوء الدراسات الاستشراقية الإنكليزية، مجلة آفاق الثقافة والتراث، العدد ١٦، ١٩٩٧، ص ١٠٥.


٢- السلطان صلاح الدين الأيوبي، مجلة الهلال، العدد ١٩، ١٨٩٤، ص ٥٧٩.


٣- السلطان صلاح الدين الأيوبي (تابع)، مجلة الهلال، العدد ٢٠، ١٩٨٤، ص ٧٨.


٤- السلطان صلاح الدين الأيوبي (تابع)، المرجع السابق، ص ٧٩.


٥- ستانلي لين بول، صلاح الدين الأيوبي في رأي مؤرخ أوربي، مجلة المجلة، العدد ٢٠، ١٩٥٨، ص ١٧.



مكتبة جواد
مكتبة جواد
تعليقات