تقنيات التعليم، المفهوم، الاهمية، الفوائد، المعوقات
قدمت تقنيات التعليم وسائل وأدوات لعبت دوراً كبيراً في تطوير أساليب التعليم والتعلم في السنوات الأخيرة، والتي من شأنها أن توفر المناخ التربوي الفعال الذي يساعد على إثارة اهتمام الطلاب وتحفيزهم ومواجهة ما بينهم من فروق فردية بأسلوب فعال، وباستمرار الثورة التقنية في الاتساع والانتشار أنتجت الأجهزة التعليمية التي تمثل نقلة نوعية بل تحديا لكل ما سبقه من ابتكارات أو أدوات يمكن أن نستخدمها في حياتنا اليومية، ولم يكن علماء التربية بمنأى عن التطورات اليومية الجارية فقاموا بالبحث والتجريب للتعرف على القدرات التعليمية الكامنة في إمكانية تلك الأجهزة التعليمية. (١)
التطور التاريخي لمفهوم تقنيات التعليم
مراحل تطور مفهوم تقنيات التعليم كما يلي:
المرحلة الأولى: حيث بدأت تقنيات التعليم بالاعتماد على الحواس وخاصة حاسة السمع، ولأجل ذلك أطلق عليها الوسائل السمعية، ثم انتقل بعد ذلك الاهتمام إلى حاسة البصر، ولذلك أطلق عليها الوسائل البصرية، ثم أصبح الاهتمام بالحاستين السمعية والبصرية، وفي هذه المرحلة تم الانتقال إلى التعليم السمعي البصري.
المرحلة الثانية: وأطلق على هذه المرحلة مسمى معينات التدريس، أو المعينات التعليمية، وسبب هذه التسمية استعانة المعلم بتلك الوسائل، وبالتالي فهي تعين المعلم في الموقف التعليمي من أجل تحقيق الأهداف المرجوة من تغييرات مطلوبة في سلوك المتعلمين، ولم تستمر هذه التسمية طويلاً بسبب عدم شمولية هذا المفهوم، ثم أطلق عليها مفهوم وسائل الإيضاح، وذلك لتوضيح الفكرة أو النظرية، وهذه التسمية اعتمدت على أن المعلم هو المحور للعملية التعليمية
المرحلة الثالثة: وظهرت نتيجة التطور الكبير والسريع للعلوم التطبيقية؛ مما أدى إلى ظهور نظرية الاتصال، والتي فعلت ورفعت من دور المتعلم في الموقف التعليمي، وعرفت تقنيات التعليم في هذه المرحلة بالوسائل التعليمية، وشملت الوسائل التعليمية كل جوانب العملية التعليمية من أهداف ومحتوى ومواد وتقويم. (٢)
أهمية تقنيات التعليم
تنبع أهمية تقنيات التعليم كما يرى ( الصباغ، ۱۹۹٤) من الأساليب الحديثة التي تستخدمها في تحسين التعليم و إيجاد مهارات تحليلية من خلال البحث والتدريب والتقويم الذي يعتمد أساساً على التفكير، لتحقيق الأهداف المعلن عنها عن طريق الحافز أو المثير.
وتكمن أهمية تقنيات التعليم من خلال تأثيرها في العناصر الرئيسية الثلاثة من عناصر العملية التعليمية ( المعلم - المتعلم - المادة التعليمية).
ويؤكد (الطوبجي، ١٩٨٧) على أن أهمية تقنيات التعليم تظهر في مساهمتها في معالجة مشكلات التعليم والتنمية الإيجابية في العالم العربي، مثل مشكلة الأمية، وأزدحام الفصول وقاعات المحاضرات ونقص إعداد هيئة التدريس، وذلك باستغلال بعض وسائل التكنولوجيا مثل التلفزيون الفيديو الإذاعة السينما والأقمار الصناعية، حتى يصل التعليم الأساسي إلى أعماق بعيدة في الوطن العربي واستخدام أساليب تعليم المجاميع، واستغلال الطاقة البشرية، خصوصاً ذوي الكفاءات الخاصة لتدريس الطالب وربط كثير من المؤسسات التعليمية معاً عبر تلك الأجهزة التعليمية المتطورة.
وتتمثل أيضاً أهمية تقنيات التعليم في الأتي:
- المساعدة في تقديم الاختيارات المناسبة لحل المشكلات العالمية مثل الانفجار السكاني، تفشي الأمية، عدم القدرة على مسايرة التطور العلم والتكنولوجيا التعليمية الموجودة في العالم.
- التغلب على مشكلة قلة عدد المدرسين المؤهلين علمياً وتربوياً.
- معالجة مشكلات الفروق الفردية بين الطلاب بطريقة سليمة وسريعة والتي تشتمل على عناصر إثارة وتشويق للطالب وخلق الرغبة لدى المتعلم.
- توفير كل الإمكانيات المتاحة للمتعلم من خبرات واقعية.
- توفير الأجهزة التقنية المتطورة في التغلب على ظروف المعاقين التي تحول دون تعليمهم.
- الإسهام الفعال في برامج تعليم الأميين والكبار عن طريق التعليم المستمر والتعليم عن بعد. (٣)
فوائد استخدام التقنيات التعليمية
للتقنيات التعليمية فوائد عديدة، يمكن إجمالها بما يلي:
- توفر التقنيات خبرات حسية كأساس للتفكير السليم.
- تزيد من اهتمام التلاميذ في التعليم وتدفعهم للتعلم الذاتي.
- تساعد على تثبيت المعلومات التي يكتسبها التلاميذ.
- تضيف عنصر التشويق في عملية التدريس.
- قطع رتابة المواقف التعليمية.
- التغلب على البعدين الزماني والمكاني
- تقديم حلول التعليم للفئات الخاصة.
- تساعد على تنويع أساليب التعلم لمواجهة الفروق الفردية.
- تقلل من جهد المعلم ووقته.
- توفر للتلاميذ خبرات يتعذر مشاهدتها في الواقع. (٤)
محاذير استخدام التقنيات التعليمية
هناك عدد من المحاذير يجب التنبه إليها عند استخدام التقنيات التعليمية وهي:
- يعتقد بعض المعلمين أن استخدام التقنيات التعليمية تغني عن المعلم أو الكتاب المدرسي وهذا ليس صحيحاً فالتقنيات التعليمية تساعد المعلم في توضيح بعض الأفكار والمفاهيم وسيظل المعلم والقراءة والكتابة والتقنيات من أهم الأركان الأساسية في العملية التعليمية.
- يجب أن تستعمل التقنيات التعليمية في مكانها الصحيح والوقت المناسب ولا تستعمل كغاية لتجميل وزخرفة الصف وضياع وقت المعلم والحصة.
- يعتبر بعض المعلمين أن استخدام التقنيات التعليمية يقتصر على المعلم الضعيف أما المعلم الناجح فقادر على توصيل المعلومات بالطريقة التقليدية وهذا مفهوم خاطئ فالمعلم الناجح هو الذي يستخدم التقنيات المتاحة لتوصيل المعلومات بطريقة سهلة وجذابة حتى يفهم الجميع.
- ألا يقتصر استخدام التقنيات التعليمية على مادة واحدة دون المواد الأخرى، فلكل مادة وسائلها الخاصة بما والتي تساعد على توصيل المعلومات بصورة صحيحة ولا يمكن الاستغناء عنها.
- ألا يقتصر استخدام التقنيات التعليمية على مرحلة تعليمية دون الأخرى فهي تصلح للصغار والكبار وكل مرحلة لها وسائلها الخاصة بها، حيث تتدرج من بسيطة إلى وسائل معقدة أي كثيرة المعلومات. (٥)
معوقات استخدام تقنيات التعليم
بالرغم من النجاح الذي أثبتته الوسائل وتقنيات التعليم في العملية التعليمية ودورها الكبير في تسهيل عملية التدريس، ورفع مستوى كفايته وجودته، إلا أن المعلم كثيرا ما تعترضه بعض الصعوبات عند استخدامه لهذه الوسائل وتقنيات التعليم.
وأهم تلك المعوقات ما يلي:
- عدم توافر جميع تقنيات التعليم اللازمة لمادة التخصص.
- عدم توفر الظروف الملائمة لاستخدام التقنيات التعليمية.
- صعوبة الحصول على تقنيات التعليم.
- عدم التشجيع على صناعة التقنيات باستخدام مصادر البيئة المحلية.
- عدم معرفة كثير من المعلمين بكيفية تشغيل وسائل وتقنيات التعليم.
- عدم وجود مكان مناسب في بعض المدارس يصلح لعرض الوسيلة.
- ارتفاع ثمن تكاليف بعض التقنيات التعليمية.
- صعوبة اختيار التقنيات التعليمية المناسبة لبعض الدروس لقلة خبرة المعلم. (٦)
قائمة المراجع:
١- سعيد بن علي عبد الله الشهري، مستوى توافر مهارات استخدام تقنيات التعليم لدى معلمي الصفوف الأولية، رسالة ماجستير، كلية التربية، جامعة أم القرى، المملكة العربية السعودية، ١٤٣٢، ص ٤٤.
٢- سمير بن خير الله الزهراني، مدى استخدام معلمي القرآن الكريم تقنيات التعليم في تدريس القرآن الكريم من وجهة نظر مشرفي ومعلمي التربية الإسلامية في مدارس التحفيظ الابتدائية بمكة المكرمة، رسالة ماجستير، كلية التربية، جامعة أم القرى، المملكة العربية السعودية، ١٤٣٣، ص ١٠-١١.
٣- عبد الرزاق بن محمد القوت القحطاني، الحاجات التدريبية في تقنيات التعليم العلمي التفوق العقلي والابتكار للمرحلة الابتدائية، رسالة ماجستير، كلية التربية، جامعة الملك سعود، المملكة العربية السعودية، ١٤٢٤هـ، ص ٣٢.
٤- صالح بن سليمان بن عبدالله الضالع، تصورات معلمي ذوي صعوبات التعلم نحو استخدام التقنيات التعليمية في التدريس بمدينة بريدة، رسالة ماجستير، كلية التربية، جامعة أم القرى، المملكة العربية السعودية، ٢٠١٥، ص ٤٣-٣٥.
٥- المرجع السابق نفسه، ص ٥٣-٥٤.
٦- عبد الحميد بن عبد المعطي بن حسين اللقماني، واقع تطوير المشرف التربوي أداء معلمي التربية الإسلامية في مجال استخدام تقنيات التعليم، رسالة ماجستير، كلية التربية، جامعة أم القرى، المملكة العربية السعودية، ١٤٣٠هـ، ص ٦٨.