التفكير، ماهو؟ وما هي أنواعه؟
التفكير سمة ميز الله بها الإنسان عن سائر مخلوقاته ولدت معه منذ أن خلقه على هذه البسيطة وسخر له ما فيها من أجل سعادته وعبادة الله وحده لا شريك له، ولم يكن الاهتمام به وبتوثيقه من مميزات التربية الحديثة بل إنه قديم قدم الإنسان نفسه. قال ((وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً)). الإسراء آية ٧٠
يذكر راجح "أن الانتقال من الحديث عن التعلم إلى الحديث عن التفكير انتقال منطقي ذلك أن الإنسان يفكر بما سبق له أن تعلمه، وعن طريق التفكير بما تعلمه من معلومات ومعارف قد يتوصل إلى شئ جديد يثري إمكانية تعلمه، ويزيد من غزارة علمه". (٢)
تعريف التفكير
التفكير عملية إيجابية مقصودة، ينفرد بها الإنسان عن سائر المخلوقات وتمثل جوهره وأهم خصائص تميزه... والتفكير ليس معرفةً ولا معلومات، ولكنه آلية نعالج بها أموراً في المعرفة والمعلومات... (٣)
وفيما يلي عرض لبعض التعريفات الخاصة بالتفكير:
التفكير بالمعنى الواسع: يعنى جملة من العمليات النفسية التي نجريها في داخلنا، أو التي تجري من تلقاء نفسها، فحين نتذكر أو نتخيل، وحين نقرر أو نصبو ونتطلع، نجري عمليات تفكيرية.
أما التفكير بمعناه المختصر: هو بحث عن المعنى، أو صناعة المعنى، وكما ذكر "جون ديوي" إن التفكير عملية ذهنية يقوم بها الأفراد لإعطاء معنى للتجربة والخبرة في مختلف مجريات الحياة اليومية. (٤)
فهو عملية بحث عن المعنى في الموقف أو الخبرة. (٥)
والتفكير اصطلاحاً هو عملية تتآزر فيها صور ومعان وخبرات ذهنية مختلفة تتم عبر الإدراك الحسي، أي ندخل المحسوس إلى إدراكنا، ولكي ننتقل إلى التفكير يتطلب الأمر جهداً، وتنظيماً وتركيزاً. (٦)
وهذا ما ذكره كوستا بأنه: المعالجة العقلية للمدخلات الحسية بهدف تشكيل الأفكار أجل إدراك المثيرات الحسية والحكم عليه. (٧)
أنواع التفكير
للتفكير أنواع متعددة قد يتداخل بعضها ببعض فيصعب تمييزه، وممن تناول التفكير زهران الذي ذكر أكثر من سبعة وثلاثين نوعاً من أنواع التفكير التي تعددت بتعدد الغرض من التفكير، وقد أوضح جروان أن " تعدد أوصاف التفكير وتسمياته أحد الشواهد على مدى اهتمام الباحثين بدراسة موضوع التفكير وفك رموزه..". ويورد قائمة بأنواع التفكير تضمنت أكثر من عشرين نوعاً صنفها من حيث الفاعلية إلى تفكير فعال يتميز بالمنهجية السليمة وكفاية ودقة المعلومات المتوفرة للقيام به كالتفكير الناقد والاستقرائي والمعرفي والرياضي والإبداعي، والصنف الآخر تفكير غير فعال وهو الذي لا يتبع منهجية واضحة ودقيقة ولا تتوفر لديه المعلومات والمعطيات الصادقة والحقيقية كالتفكير الاستنباطي والمتسرع والتحليلي والمحسوس. (٨)(٩)
وأما الحاج فيؤكد أن الاختلاف في أنواع التفكير يرجع إلى اختلاف غرض المفكر والذي تُبنى أغراضه وفقا لحاجات وإمكانيات وقيم وسلوكيات الجماعة المراد تربيتها وتنمية قدراته لديها وفي ذلك يشير الخطيب إلى أن " نوع التفكير يعتبر من المسائل الرئيسة ذات الخطر الكبير في أي عمل تربوي، لأنه على أساس اختيار نوع التفكير يتحدد اتجاه العمل التربوي، وما يتضمنه من قيم خلقية وأنماط سلوكية...". (١٠)(١١)
وقد قسم النحوي التفكير إلى خمسة أنواع هي:
- التفكير المنطقي: ويبحث في الأسباب والعلل للوصول إلى النتائج.
- التفكير الاستقرائي: ويبدأ بالجزئيات للوصول إلى الكليات.
- التفكير الاستدلالي: ويبدأ بالكليات للوصول الى الجزئيات.
- التفكير الحدسي: وهو نوع من التفكير المباشر الذي يتم فيه الحكم السريع.
- التفكير التحليلي: ويبدأ بالشعور بالمشكلة وتحديدها ووضع الفروض وتجريبها وينتهي بتعميم النتائج. (تفكير منظم). (١٢)
فيما يؤكد السويدان والعدلوني أن التفكير ستة أنواع هي:
- التفكير التحليلي: ويقوم على الأسلوب العلمي والمنطقي.
- التفكير المثالي: ويتمركز حول القيم والمبادئ والروحانيات والأخلاق.
- التفكير الواقعي: ويستند على الحقائق الملموسة والظواهر المرئية.
- التفكير التركيبي: ويقوم على المقارنة بين الأفكار والآراء والتصورات المختلفة.
- التفكير النفعي: وينظر إلى الأمور على أساس المنفعة وجلب المصالح.
- التفكير الإبداعي: ويقوم على توليد الأفكار الجدية للوصول إلى حلول إبداعية. (١٣)
وتقسم نايفة قطامي التفكير إلى سبعة أنواع هي:
- التفكير العلمي.
- التفكير المنطقي.
- التفكير الناقد.
- التفكير الخرافي.
- التفكير التسلطي.
- التفكير التوقيفي.
- التفكير الإبداعي. (١٤)
قائمة المراجع:
١- الإسراء آية ٧٠.
٢- راجح أحمد عزت، أصول علم النفس، ط٧، القاهرة، المكتب المصري الحديث، ١٩٧٠، ص ٣١٧.
٣- جمال الدين، جمال، الإنسان الفعال: مهارات لتحسين طريقة التفكير وتنظيم السلوك والتعامل مع الآخر، دار الفكر، دمشق، سوريا، ٢٠٠٤، ص ١٠١-١٠٢.
٤- سويد، عبد المعطي، مهارات التفكير ومواجهة الحياة، دار الكتاب الجامعي، العين، الإمارات العربية المتحدة، ٢٠٠٧، ص ٣٧.
٥- العتوم، عدنان يوسف، علاونة، شفيق فلاح، جراح، عبد الناصر ذياب، ابو غزال، معاوية محمود، علم النفس التربوي النظرية والتطبيق، دار المسيرة، عمان، الأردن، ٢٠٠٥، ص ٢٠٦.
٦- سويد، عبد المعطي، مرجع سابق، ص ٣٩.
٧- Costa A. Kallick B. (2004): Habits of Mind, Retrieved, p11.
٨- زهران، حامد عبدالسلام، علم نفس النمو(الطفولة والمراهقة)، ط٤، عالم الكتب، القاهرة، ١٩٨٢، ص ٥٦٦-٥٦٧.
٩- جروان، فتحي عبدالرحمن، تعليم التفكير مفاهيم وتطبيقات، دار الكتاب الجامعي، العين، الإمارات العربية المتحدة، ١٩٩٩، ص ٣٤.
١٠- الحاج، فائز محمد علي، بحوث في علم النفس العام، ط٥، المكتب الإسلامي، ١٩٨٥، ص ١١٧.
١١- الخطيب، أحمد والخطيب، رداح، اتجاهات حديثة في التدريب، مطابع الفرزدق التجارية، الرياض، ١٩٨٦، ص ١٢.
١٢- النحوي، عدنان علي، الرياض، لإيماني للتفكير، دار النحوي، الرياض، ٢٠٠٠، ص ٤٤-٤٥.
١٣- السويدان والعدلوني، مبادئ الأبداع، ط٣، مهندسو الحياة، ٢٠٠٤، ص ٤٢-٤٤.
١٤- قطامي، نايفه، تعليم التفكير للمرحلة الأساسية، دار الفكر، عمان، الأردن، ٢٠٠١، ص ٣٦.