خرائط المفاهيم: نشأتها، مفهومها، أهميتها، مكوناتها، خطواتها، أنواعها، دور المعلم والمتعلم فيها
اقترحت هانف Hanf يسمى بخارطة المعلومات Mapping كوسيلة لتنظيم المحتوى التعليمي وتعليمه، هذه الخارطة عبارة عن شكل يتضمن الأفكار الرئيسة للمادة التعليمية، والأفكار الثانوية التي تدعم تعلم الأفكار الرئيسة. وهذه الأفكار بكلا نوعيها تأتي على شكل مقدمة، وعرض وخاتمة، وغالباً ما تأتي الأفكار الرئيسة في وسط الشكل او الخارطة، ثم تحيط به الافكار الثانوية. والمنطق من وجهة نظر (هانف) هو أن المادة التعليمية لا يمكن فهمها بالشكل الصحيح إلا إذا صورت أجزائها في خارطة تكون دليلاً للمتعلم يسير عليه في أثناء دراسته، حيث أن مثل هذه الخارطة تصور أهم الأفكار التي يجب التركيز عليها في أثناء التعلم، وهي بهذا المعنى تكون بمثابة الشفرة التي بواسطتها يمكن استرجاع كثير من المعلومات في وقت قصير نسبياً دون الحاجة الرجوع الى الكتاب المدرسي. (١)
وترجع الأصول الفلسفية لخرائط المفاهيم الى عالم النفس المعرفي (اوزبل) صاحب نظرية التعلم ذي المعنى، الذي هو عكس التعلم الاستظهاري. ويفرق أوزبل بين التعلم ذي المعنى والتعلم الاستظهاري في النوع الأول من التعلم هو الذي تندمج فيه المعرفة الجديدة دمجا حقيقيا في البنية المعرفية للمتعلم. أما إذا تم الدمج بطريقة قهرية او عشوائية، فان المتعلم يقوم بتذكر حرفي للمعرفة، كما أنها معرضة للنسيان في وقت قصير جدا، وهذا مايحدث في النوع الثاني من التعلم. (٢)
وتعتبر الشبكات المفاهيمية أدوات مفيدة في تعزيز التحصيل الدراسي وتدعيمه وتقويته، وتضفي المعنى على المفاهيم، وتعمق فهم المتعلمين للمفاهيم في وحدة دراسية ما، وتوفر عامل الارتباط والانسجام بين عناصر المادة التعليمية. وبالنسبة للمعلم فإنها تساعده على ملاحظة سير المتعلمين وقدراتهم في بناء المعرفة العلمية الجديدة عليهم. وتستخدم الخرائط المفاهيمية للتخطيط والتعلم وهي أداة لتقويم عوائد المتعلمين ونتاجاتهم في جميع مراحل التعليم من رياض الأطفال حتى مرحلة التعليم الجامعي. (٣)
مفهوم الخرائط المفاهيمية
- هي "عبارة عن توضيحات بيانية محسوسة عن كيفية اتصال مفهوم معين بمفاهيم اخرى في الفئة نفسها". (٤)
- وكذلك هي "عبارة عن العلاقات البصرية بين المفاهيم، بحيث تظهر المفاهيم الأكثر عمومية في قمة الخريطة، وتكون في ترتيب تنازلي حتى القاعدة التي توضح المفاهيم الأكثر تخصصاً وصولا الى المفاهيم الفرعية". (٥)
المبادئ الأساسية في استخدام الخرائط المفاهيمية
هناك مبادئ أساسية يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار عند استخدام خرائط المفاهيم هي:
- تدريب المتعلمين على تصميم الخرائط وبنائها.
- البدء بموضوعات بسيطة لأغراض الشرح والوصف والتدريب على رسم الخريطة.
- تعريف المتعلمين بالخريطة وعرض أمثلة ونماذج من الخرائط المفاهيمية على المتعلمين.
- التعريف بالوصلات أو الروابط واشكالها ودلالتها على طبيعة العلاقة بين المفاهيم.
- استخدام الأسهم ذوات الاتجاه أو الخطوط اللازمة للربط بين المفاهيم وبنائها.(٦)
أهمية استخدام خرائط المفاهيم
- تساعد على ربط المفاهيم الجديدة بالبنية المعرفية للمتعلم.
- تساعد المعلم على التركيز حول الأفكار الرئيسية للمفهوم الذي يقوم بتدريسه.
- تساعد المتعلمين على البحث عن العلاقات بين المفاهيم، وعن أوجه الشبه والاختلاف فيما بينها، وربط المفاهيم الجديدة وتميزها عن المفاهيم المتشابهة.
- تتطلب إتقان إنجاز خريطة المفاهيم، البحث عن علاقات عرضية جديدة بين المفاهيم، وبالتالي فإنه يساعد كل من المعلم والمتعلم على الإبداع.
- يكون المتعلم مستمعا، ومنظما، ومصنفا، ومرتبا للمفاهيم.
- توفير مناخ تعليمي جماعي لأنه يتطلب اشتراك المتعلمين في تصميم خريطة.
- تساعد على الفصل بين المعلومات الهامة والمعلومات الهامشية، وفي اختيار الأمثلة الملائمة لتوضيح المفهوم.
- تزود المتعلمين بملخص تخطيطي مركز لما تعلموه.
- تساعد المعلم على معرفة سوء الفهم الذي قد ينشأ عند المتعلمين.
- تساعد المعلم على قياس مستويات بلوم العليا (التحليل، التركيب، والتقويم). (٧)
- تساعد في تصميم المناهج الدراسية.
- تساعد على خفض نسبة القلق والتوتر والخوف في غرفة الدراسة.
- التعرف على أوجه التشابه والاختلاف بين المفاهيم.
- تجعل تعلم المتعلمين تعلما ذا معنى، فتساعدهم على تعلم كيفية التعلم وتنمي لديهم مهارات دراسية.(٨)
خرائط المفاهيم تساعد على تنمية الذكاءات الاتية:
- الذكاء اللغوي، عندما يقوم المتعلم بأستخراج المفاهيم وربطها مع بعضها وبالتالي تكوين معانٍ في عقله عن تلك المفاهيم.
- الذكاء المنطقي الرياضي عندما يقوم المتعلم بالعصف الذهني لاستخراج الأفكار والمعلومات الرئيسة من النصوص المعطاة، ومن ثم بناء خارطة مفاهيمية لها.
- الذكاء البصري المكاني، لان خارطة المفاهيم عبارة عن رسم تخطيطي ثنائي الأبعاد، فعندما يقوم المتعلم بذلك فإن هذا الذكاء ينمو عنده بشكل جيد.
- الذكاء الشخصي الخارجي، عندما يقوم المتعلم مع زملائه بالعمل في مجموعات تعاونية لإنجاز خرائط المفاهيم.
التدريس بالخريطة المفاهيمية
في ضوء الأفكار التي طرحها أوزبل توصل كل من نوفاك وجوين عام ١٩٨٦ الى تصميم طريقة جديدة في التدريس. أطلق عليها خرائط المفاهيم وهي طريقة تتأسس على أن التعلم ذا المعنى يقتضي اندماج المعلومات الجديدة بالبنية المعرفية للمتعلم اندماجا حقيقياً فيعاد بعد ذلك تشكيل البنية المعرفية من جديد. وتقوم الخرائط المفاهيمية على كشف تنظيم البنية المعرفية السابقة لدى المتعلم ثم تصحيحها لتتوافق والمفاهيم الجديدة المراد تعلمها فينتج عنها بعد التعلم الجديد تشكيل جديد للبنية المعرفية، وذلك بإعادة تنظيمها، وبنائها وتأهيلها لاستقبال المعارف الجديدة وربطها بالمفاهيم السابقة. (٩)
ولقد قدم نوفاك وجوين ثلاث طرق لتدريب المتعلمين على تصميم خرائط المفاهيم، أن الطرق الثلاث معدة للمتعلمين بكافة المراحل، اثنتان منها للمرحلة الابتدائية، والثالثة تبدأ من المرحلة الإعدادية وحتى الجامعة، وتجمع الطرق الثلاث على ما يأتي:
- يبدأ المعلم بتقديم فكرة المفهوم، وقد تكون هذه المقدمة بصورة تعريف مباشر للمفهوم.
- يساعد المعلم المتعلمين على رؤية طبيعة ودور المفاهيم والعلاقات بينها بوضوح كما تحويها بنيتهم المعرفية، وكما موجودة في الطبيعة والكتب، (وتعد هذه الخطوة ضرورية لتعليم المتعلمين كيف يتعلمون).
- يستخدم المعلم الطرق التي ستساعد المتعلمين على استخلاص مفاهيم محددة من المنهج الدراسي أو من عرضه الشفوي.
- يعمل على تحديد العلاقات بين المفاهيم، وهنا يصبح من الضروري استخراج المفاهيم وكلمات الوصل وتحديدها، إذ أن لكل منها أدوارا مختلفة تماما في توصيل المعنى. (١٠)
- ترتيب تلك المفاهيم بشكل هرمي من الأكثر عمومية الى الأقل عمومية بحسب العلاقات الموجودة بينها.
- رسم خطوط بين المفاهيم بحسب العلاقات التي يراد إظهارها.
- إعادة رسم الخريطة أكثر من مرة لترسيخها في الذهن.
- يبدأ العرض والتوضيح من المفهوم الرئيس ويتدرج نزولاً الى المفاهيم الأكثر خصوصية.
- تدريب المتعلمين على الخريطة المفاهيمية. من خلال أسئلة يطلب منهم الإجابة عنها بخرائط مفاهيمية. (١١)
مكونات خريطة المفهوم
تتكون خريطة المفاهيم بشكل عام من أربعة مكونات رئيسة هي:
- المفهوم الرئيس: وهو المفهوم الذي ستبنى عليه الخريطة، ويكون في قمة الهرم بالنسبة لخرائط المفاهيم الهرمية، ويوضع داخل دائرة او شكل مستطيل او ما شابه ذلك من الاشكال.
- المفاهيم ذات العلاقة: والمقصود بها المفاهيم او المصطلحات التي ترتبط بالمفهوم الرئيس في البنية المعرفية، وهذه المفاهيم تأتي في مستوى أقل من الشمولية والعمومية بالنسبة للمفهوم الرئيس.
- كلمات الربط او الوصل، وهي التي تكون بين كل مفهوم واخر لتعطي معنى للعلاقة بين المفهومين. وفي الغالب يكون هناك حرف جر في كلمات الربط فضلا عن كلمات أخرى.
- الامثلة: في بعض الاحيان تكون الامثلة ضرورية في بعض خرائط المفاهيم، وذلك لتوضيح المعلومات المقدمة في الخريطة. ويرى بعض التربويين أن الأمثلة في الغالب تكون في آخر الخارطة، وأن لا تحاط بدوائر واشكال. (١٢)
خطوات بناء خرائط المفاهيم
- يتم اختيار الموضوع أو الوحدة الدراسية من المنهاج.
- يتم استخراج المفاهيم الأساسية من المنهاج، ثم يتدرج باستخدام هذه المفاهيم بحسب أهميتها النسبية.
- ترتب المفاهيم هرميا من الأكثر أهمية وعمومية، إلى الأقل عمومية أو تجريدا، وتجمع هذه المفاهيم بحسب العلاقات بينها.
- تربط غالبا المفاهيم الأكثر عمومية بمفهومين أو اكثر من المفاهيم التي دونها عمومية.
- ترسم خطوطا تربط بين المفاهيم بحسب العلاقة بينها.
- يتم إنشاء علاقة ربطية سهمية بين كل مفهومين مرتبطين معا بخط.
- يعاد مراجعة الإجراءات السابقة عدة مرات للتأكد من صحته. (١٣)
- ترسم خريطة المفاهيم وتوضع المفاهيم في (دوائر أو أشكال بيضوية أو مستطيلة):
- المفاهيم الأكثر عمومية في الأعلى.
- ذات الدرجة المتوسطة من العمومية في الوسط.
- توضع المفاهيم الأقل عمومية عند قاعدة الخريطة.
أنواع وتصنيفات خرائط المفاهيم
يمكننا أن نصنف خرائط المفاهيم الى طريقتين هما:-
أولا: من حيث تقديم المفاهيم أو الحصول عليها وهي:
- النوع الأول: وفيه يقدم المعلم للمتعلمين قائمة بالمفاهيم العلمية المرتبطة بموضوع ما وكذلك كلمات الربط - إذ تطلب ذلك - ويطلب منهم تصميم خارطة لها، وينبغي هنا أن لا يعطي للمتعلمين مفاهيم كثيرة بحيث يجدون صعوبة في عمل خارطة لها.
- النوع الثاني: وفي هذا النوع يستخرج المتعلمون المفاهيم العلمية وكلمات الربط من خلال نص ما من الكتاب المدرسي او جدول او رسمة او ما شابه ذلك، ويقوم المتعلمون باستخلاص تلك المفاهيم وترتيبها ومن ثم رسم خارطة لها.
- النوع الثالث: وهذا النوع هو ما يعرف بخرائط المفاهيم المفتوحة. وهنا يقوم المتعلمون برسم خارطة مفاهيم للمفهوم المعطى لهم دون تقيدهم بعدد معين من الكلمات أو نص معين.
ثانيا: من حيث الأشكال:
أشار كل من ابن زيد ومجرتي إلى أن خرائط المفاهيم تصنف بحسب الأشكال إلى:-
- النوع الأول: خرائط المفاهيم الهرمية (Hierarchical Concept Maps): وهو النوع السائد والمشهور من خرائط المفاهيم. ويبين العلاقة بين المفاهيم ولكن بصورة هرمية بحيث يكون المفهوم العام في البداية (أعلى) تليه بعد ذلك المفاهيم الأقل عمومية ثم الامثلة في النهاية.
- النوع الثاني: خرائط المفاهيم المجمعة أو الحزمية (Cluster Concept Maps): وهنا يتم وضع المفهوم العام في منتصف الخارطة، تليه بعد ذلك المفاهيم الأقل عمومية ثم الأقل وهكذا حتى يتم بناء الخارطة، وفي هذا النوع يمكن رؤية الخارطة وكأنها مجزأة الى اجزاء، وكل جزء يتشكل من حزمة من المفاهيم ذات العلاقة المباشرة جدا بعضها مع بعض.
- النوع الثالث: خرائط المفاهيم المتسلسلة (Chain Concept Maps): وهنا يتم وضع المفاهيم بشكل متسلسل، وفي الغالب نستخدم هذا النوع من الخرائط عندما ندرس عن الأشياء التي فيها عمليات متسلسلة مثل دورة حياة كائن ما أو دورة الماء، والانقسامات في الخلية. (١٤)
متى يكون استخدام الخريطة المفاهيمية ضرورياً
يكون استخدام الخريطة المفاهيمية ضروريا في الحالات الآتية:
- عندما يريد المعلم تقييم المعرفة السابقة لدى المتعلمين عن الموضوع الذي يراد تدريسه.
- عندما يريد المعلم تقويم مستوى تعرف المتعلمين للمفاهيم الجديدة.
- عندما يراد المعلم التخطيط للتدريس كي يكون على بينة من المفاهيم التي يتضمنها الموضوع وكيفية عرضها.
- عند صوغ ملخص تخطيطي للدرس.
- عندما يريد المعلم ربط المعلومات السابقة بالمعلومات الجديدة وكذلك عندما يريد المتعلم ذلك.
- عندما نريد تخطيط المنهج.
- عندما نريد تنظيم البنى المعرفية للمتعلمين وتمكينهم من المادة.(١٥)
دور المعلم في خرائط المفاهيم
- يقدم خبرات.
- يعرض مواقف.
- يوفر فرص للوصول إلى استنتاجات.
- يبني جداول للاسترجاع.
دور المتعلم في خرائط المفاهيم
- يتفاعل مع الخبرات والمواقف.
- ينظم الموقف لكي يسهل عليه استيعابه.
- يشارك في المناقشة ويولد قضايا.
- يبني جداول استرجاع للوصول إلى استنتاجات معرفية ذكية. (١٦)
قائمة المراجع:
١- أبو رياش، حسين محمد، التعلم المعرفي، ط١، دار المسيرة للنشر والتوزيع، عمان، ٢٠٠٧، ص ٢٣٧.
٢- أمبو سعدي، عبدالله وسليمان البلوشي، طرائق تدريس العلوم مفاهيم وتطبيقات عملية، ط١، دار المسيرة، عمان، ٢٠٠٩، ص ٤٦٠.
٣- ميشيل كامل، طرق وأساليب تدريس العلوم، كلية العلوم التربوية، ط١، دار المسيرة للنشر والتوزيع، عمان، ٢٠١٠، ص ٤١٣.
٤- علي، محمد السيد،التربية العلمية وتدريس العلوم، ط١، تقديم إبراهيم بسيوني عميرة، دار المسيرة للنشر والتوزيع، عمان، ص ٥٦.
٥- الشيخ، عمر، مراجعة المشروعات الحديثة في تدريس العلوم، دائرة التربية والتعليم، الأونروا، اليونسكو، عمان، ١٩٦٨.
٦- عطية، محسن علي، الإستراتيجيات الحديثة في التدريس الفعال، ط١، دار صفاء للنشر والتوزيع والطباعة، عمان، ٢٠٠٨، ص ٢٤٣.
٧- الخليلي، خليل يوسف وعبد اللطيف حسين حيدر ومحمد جمال الدين يونس، تدريس العلوم في مراحل التعليم العام، دار القلم، ط١، دبي، ١٩٩٦، ص ٣٢٥.
٨- حمادنه، محمد محمود وخالد عبيدات، مفاهيم التدريس في العصر الحديث، طرائق، اساليب، ستراتيجيات، عالم الكتب الحديث، اربد، ٢٠١٢، ص ٧٨.
٩- عطية، محسن علي، مرجع سابق، ٢٠٠٨، ص ٢٤١.
١٠- Novak & Gowin (1986). Learning how to Learn, Cambridge University Press, New York, p 25.
١١- عطية، محسن علي، مرجع سابق، ٢٠٠٨، ص ٢٤٣.
١٢- أمبو سعدي، عبدالله وسليمان البلوشي، مرجع سابق، ٢٠٠٩، ص ٤٥٦.
١٣- عطاالله، ميشيل كامل، طرق وأساليب تدريس العلوم، كلية العلوم التربوية، ط١، دار المسيرة للنشر والتوزيع، عمان، ٢٠١٠، ص ٤٣٠.
١٤- أمبو سعدي، عبدالله وسليمان البلوشي، مرجع سابق، ٢٠٠٩، ص ٤٥٩.
١٥- عطية، محسن علي، مرجع سابق، ٢٠٠٨، ص ٢٤٤.
١٦- أبو رياش، حسين محمد، مرجع سابق، ٢٠٠٧، ص ٢٤٠.