بحث عن القلق النفسي pdf
تعد ظاهرة القلق النفسي من الظواهر الإنسانية المعاصرة والتي تناولها الكثير من الباحثين في ميدان علم النفس والدراسات النفسية لمعرفة مدى تأثيرها على الشخصية كما أن إرتباط القلق بالإنسان في مواقف الحياة اليومية جعله أحد المكونات الرئيسية في الشخصية الإنسانية .
وبذلك أصبحت دراسة موضوع القلق من المواضيع المهمة التي مازالت زالت تحتل إلى حد كبير مكان الصدارة في البحوث النفسية الإكلينيكية , وفي هذا الصدد يشير كل من ( عبدالخالق ، والنيال ، ۱۹۹۱م : ۲۸ ) إلى أننا نعيش في عصر غاص بالصراع المحموم ومواقف المشقة أو الانعصاب وهو عصر محفوف بالتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعقدية التي من شأنها أن تزيد من معدلات الانعصاب والمشقة والضغط ولا يمكن أن نغفل المواقف البيئية الإجتماعية و الشخصية المتداخلة التي تحاول إشباع الحاجات البيولوجية والنفسية من شأنه أن يزيد من معدلات القلق ويجعله يتفاقم .
فالقلق يعد محور العصاب وأبرز خصائصه بل يعد أكثر فئاته شيوعا وإنتشارا حيث أنه يسهم في تكوين ما نسبته ( ۳٠- ٤٠% ) من الحالات التي تعاني من الإضطرابات العصبية تقريبا ، كما أن القلق هو السمة المميزة للعديد من الاضطرابات السلوكية والذهنية وهو العرض الجوهري المشترك في الإضطرابات النفسية وفي عدد من الأمراض العضوية الأخرى .
ومن خلال ذلك يتضح لنا أننا نعيش في عصر القلق وينسحب هذا القول على عالم الكبار والصغار أيضا ، ومن الجنسين الذكور والإناث على حد سواء .
وبذلك نلاحظ أن للقلق النفسي تأثيرا كبيرا على شخصية الفرد سواء كان هذا التأثير على الأبعاد الأساسية العامة للشخصية أو على سمات الشخصية التي حددهما عدد من علماء النفس المختصين في دراسة الشخصية مما أدى إلى إهتمام الكثير من الباحثين في مجال دراسة الشخصية وعلم النفس بقياس كل من حالة القلق وسبة القلق يعة هدفا إلى الوصول إلى مدى تأثير القلق الحالة والسمة على شخصية الإنسان .
وحول ذلك يشير ( مرسی :۱۹۷۸م : ٤٠ ) إلى أن نظرية حالة وسمة القلق ( .State Trait Anxiety Them ) تميز بين جانبين من القلق: الجانب الأول أطلق عليه حالة القلق ويشير إلى القلق كحالة إنفعالية مؤقتة أو حالة الكائن الإنساني التي يتسم بها داخليا وذلك لمشاعر التوتر والخطر المدركة والتي من نشاط الجهاز العصبي الذاتي فتظهر علامات حالة القلق ، وتختلف حالات القلق هذه في شدتها ونقلبها معظم الوقت .
أما الجانب الثاني فقد أطلق عليه سنة القلق ويشير إلى (الإحتمالات الفردية) في الثابتة نسبيا في قابلية الإصابة بالقلق التي ترجع إلى الإختلافات الموجودة بين الأفراد في استعدادهم للإستجابة للمواقف الحركة كمواقف تهديدية بإرتفاع حالة القلق.
وكمفهوم سيكولوجي فإن سمة القلق لها نفس الخصائص التي أطلق عليها أتكنسون ( 1964، Atkinson ) دوافع (Motives ) وأطلق عليها کامبل (1963، Campbell ) الاستعدادات السلوكية المكتسبة(Acquired Behavioral DisPositions) والدوافع في رأي أتكنسون ما هي إلا استعدادات تكتسب في الطفولة وتظل كامنة غير مشعور بها حتى تجد الشروف المثيرة التي تنشطها وتثيرها وتبعثها.
مشكلة البحث
تتحدد مشكلة هذه الدراسة في تركيزها على ظاهرة القلق النفسي وعلاقته ببعد الإنبساط / الإنطواء من أبعاد الشخصية ذلك البعد ثنائي القطب الذي سبق وأن أشار أصحاب نظرية الأبعاد والعوامل ومنهم ( ریموند کاتل) و ( جيلفورد ) و ( جوردون ألبورت ) و (آیزنك ) إلى أنهم قد توصلوا من خلال دراساتهم وأبحاثهم العلمية في مجال الشخصية إلى عدد من الأبعاد الأساسية للشخصية ومن ضمنها البعد ثنائي القطب الانبساط / الانطواء حيث توصل جيلفورد ( 1956 ,Guilford ) كما أشار إليه ( عبدالخالق ،۱۹۸۳م : ۱۳۰ ) إلى ثلاثة عشر عاملا أساسيا للشخصية ومنها عامل الانبساط / الانطواء من خلال دراساته التي اعتمد فيها على حساب الارتباطات المتبادلة بين البنود الفردية من عدة إستخبارات الشخصية.
أهمية البحث
1. تبرز أهمية هذه الدراسة من خلال تناولها موضوع التعرف على نوعية العلاقة بين القلق النفسي المرضي وبين بعد الإنبساط / الإنطواء ذلك البعد الهام من أبعاد الشخصية والمسئول عن تحديد إتجاه النشاط العقلي والسلوكي لدى الإنسان ومدى علاقاته الإجتماعية بذاته وبالآخرين . كما أن لهذه الدراسة أهمية علمية تتمثل في إثراء الدراسات والبحوث العلمية في المملكة بالإضافة إلى أهميتها التشخيصية في المجال النفسي الإكلينيكي.
2. كما تبرز أهمية هذه الدراسة من أنها تتناول وبطريقة أكثر تحديدا عن طريق الدراسة والبحث الميداني توضیح علاقة القلق النفسي بالإنبساط / الإنطواء من أبعاد الشخصية وعلاقة هذه الأبعاد بمتغير القلق لدى عينة من مرضى القلق وعينة من الأسوياء من الجنسين.
3. محاولة إلقاء الضوء على معرفة الفروق بين الذكور والإناث في درجات الانبساط / الانطواء.
4. وكذلك تنبع أهمية هذه الدراسة من ريادتها في هذا المجال حيث أنها تعتبر الدراسة الأول في المجتمع السعودي ( حسب علم الباحث ) والتي تتناول متغيرات القلق والإنبساط / الإنطواء والمقارنة بين الذكور والإناث من المرضى والعاديين.
أهداف الدراسة
تهدف هذه الدراسة إلى هدف رئيسي عام وهو معرفة علاقة القلق النفسي المرضي بعد الانبساط / الانطواء من أبعاد الشخصية لدى الذكور والإناث المرضى والأسوياء ، ومن هذا الهدف تتفرع الأهداف التالية :
1. التعرف على الفروق بين المصابين بالقلق النفسي والعاديين من الذكور في درجة الإنبساط / الإنطواء من أبعاد الشخصية.
2. التعرف أيضا على الفروق بين الإناث المصابات بالقلق والعاديات في درجة الإنبساط / الإنطواء.
3. التعرف على الفروق بين الذكور والإناث المرضى في درجة الإنبساط / الإنطواء.
4. التعرف على الفروق بين ذوي الإنبساط / الإنطواء المرتفع والمنخفض من المرضی الذكور والإناث في درجة القلق .
لتصفح أو تحميل البحث: أضغط هنا