دراسات سابقة عن الوعي البيئي
أن من أهم المشكلات البيئية وأكثرها خطورة على حياة الإنسان هي مشكلة التلوث البيئي فالتلوث البيئي يمثل إحدى المشكلات الهامة التي تواجهنا في حياتنا المعاصرة، ومن المعروف أن البيئة في ذلك الجزء من كوكبنا المحيط بالإنسان فالهواء الذي يتنفسه الإنسان والحيوان والماء الذي نحيا به والأرض التي يعيش فوقها كافة المخلوقات وما يوجد في الطبيعة من جماد، جميعها تشكل عناصر البيئة المحيطة بناء فتلوث البيئة أصبح ظاهرة نحس بها جميعنا فلم تعد البيئة قادرة على تجديد مواردها واختلال التوازن بين عناصرها المختلفة، ولم تعد هذه العناصر قادرة على تحليل مخلفات الإنسان أو استهلاك النفايات الناتجة من نشاطاته المختلفة، وأصبح جو المدن ملوثا بالدخان المتصاعد من عوادم السيارات أو الغازات المتصاعدة من مداخن المصانع ومحطات القوى ، والتربة الزراعية قد تلوثت نتيجة الاستعمال المكثف للمخصبات الزراعية والمبيدات الحشرية، ولم تسلم المجاري المائية من التلوث فمياه الأنهار والبحيرات في كثير من الأماكن أصبحت في حالة يرثى لها نتيجة ما يلقى فيها من مخلفات الصناعة وفضلات الإنسان.
وهناك بعض الدراسات التي ركزت على تحليل وتقويم أو تطوير المناهج الدراسية في ضوء المخاطر البيئية والصحية ، وهذهِ الدراسات هي كالآتي:-
الدراسة الأولى:(یاسین بوذراع)، مذكرة ماجستير في علم اجتماع البيئة نوقشت سنة 2010 .بعنوان دور الإذاعة المحلية في نشر الوعي البيئي دراسة میدانیة بجامعة منتوري قسنطينة
تندرج هذه الدراسة ضمن البحوث الوصفية، التي تسعى إلى اكتشاف الواقع ووصف الظواهر وصفا دقيقا، وهي تتناول إشكالية محورية تتمثل في معرفة الدور الذي تلعبه إذاعة قسنطينة المحلية ومدى مساهمتها في نشر الوعي البيئي، وقد تم بلورة إشكالية الدراسة في تساؤل رئيسي مفاده ما دور إذاعة قسنطينة المحلیة في نشر الوعي البيئي لدى الطلبة الجامعيين؟
استخدم الباحث منهج المسح الاجتماعي نظرا لكون مجتمع البحث كبیر نسبيا، متخذا منهج المسح بالعينة بغية تحقيق أهداف الدراسة وغاياتها إلى جانب مجموعة من أدوات جمع البيانات منها المقابلة، وقد استخدم الباحث العينة العشوائية الطبقة والتي شملت 103 مفردة من مجتمع البحث المتمثل في طلبة السنة الرابعة علم اجتماع الموزعين على ثلاث تخصصات وذلك بنسبة 40 %من كل تخصص، جاءت نتائج الدراسة موافقة للفرضية العامة والتي تؤكد على أن إذاعة قسنطينة المحلیة تولي أهمية بالغة لقضايا البيئة ومشكلاتها، كما أنها تقدم برامج متنوعة تهتم بقضايا البیئة، ولكن تعد الاخبار البیئیة الطابع الغالب فیها.
الدراسة الثانیة: (فتيحة كیحل 2011/2012) بعنوان الإعلام الجديد ونشر الوعي البيئي، دراسة في استخدامات مواقع التواصل الاجتماعي
نوقشت سنة 2012 بجامعة الحاج لخضر باتنة مذكرة ماجستير في فرع الإعلام وتكنولوجيا الاتصال الحديثة تندرج هذه الدراسة ضمن البحوث الوصفية التي تطرقت إلى طرق استخدام وأنماط المشاركة والتطبيقات الإعلامية لتكنولوجيا الإعلام الجديد وتأثيراته على المستخدمین الجزائريين، حيث تدور إشكالية الدراسة حول دور الإعلام الجديد بصفة عامة وموقع الفيسبوك بصفة خاصة حیال القضایا البیئیة، حیث وضعت الباحثة إشكالیة متمثلة في كیف يؤدي استخدام موقع الفيس بوك كإحدى تطبيقات الإعلام الجديد إلى نشر الوعي البيئي لدى جمهور المستخدمين الجزائريين، واعتمدت في جمعها للبیانات على الملاحظة من أجل متابعة الموضوع عن قرب، حیث عمدت الباحثة إلى فتح صفحة عبر الموقع في الفيس بوك وشاركت النظریة و التطبیقیة واعتمدت كذلك على أداة الاستبيان.
المستخدمین اهتماماتهم، وهو ما سهل علیها فرصة التحلیل والتفسیر وربط جوانب الدراسة أما نتائج الدراسة فقد تمثلت في كون الفيسبوك أكثر المواقع استخداما لدى المبحوثين، حيث یقضي المبحوثين عبر هذا الموقع ما يفوق الساعتين في معظم الأحيان خلال الفترة المسائية، وبلغت النسبة المئویة لموقع الفيس بوك ومدى مساهمته في نشر الوعي البيئي 74.19% .
الدراسة الثالثة:(عاطف عدلي العبد، 1993) الإعلام العماني وقضايا البيئة
سعت هذه الدراسة إلى مقارنة عدة دول عربیة حول الإعلام العربي عموما و قضايا البيئة، حيث هدفت إلى الإجابة عن سؤال مزدوج للتعرف على المعلومات وآراء القائمين بالاتصال والشخصيات العامة والجمهور حول قضايا البيئة ومشكلاتها من ناحیة، ومدى مواكبة الإعلام العماني المطبوع والمسموع والمرئي للاهتمام الكبير الذي توليه السلطنة لقضايا البيئة ومشكلاتها من ناحیة أخرى.
أوضحت نتائج هذه الدراسة نجاح الإعلام العماني في إمداد الأفراد بالمعلومات البیئیة وتشكيل الآراء والاتجاهات الداعمة للجهود التي تبذلها السلطة في هذا المجال، فلقد سمح كل القائمين بالاتصال عن قضايا البيئة ومشكلاتها، وأشار أغلبيتهم إلى توفر معلومات كافية عندهم عن هذه القضایا تحصلوا عليها من وسائل الإعلام المختلفة في مقدمتهم التلفزيون والصحف.
كما تمثلت تصورات هذه الدراسة للدور الذي یجب أن تقوم به وسائل الإعلام لخلق وعي بيئي لدى الجمهور في توفير الكفاءات المتخصصة والمهتمة بقضايا البيئة.
وأخيرا يمكن القول إن هذه الدراسة تشير إلى اهتمام ملحوظ بقضايا البيئة ومشكلاتها، ووجود تكامل واتساق في تناول وسائل الإعلام العمانیة هذه القضایا من ناحیة أخرى.
الدراسة الرابعة:دراسة (William Allen 2001)
استعرض الباحث تجربته باعتباره عالم بیولوجیا حول كیفیة تعامل وسائل الإعلام في قضايا البيئة، وأظهر في دراسته عن وجود حالة من الإحباط في الشكل الذي تتناول به وسائل الإعلام قضایا البیئة ویستعیر "الشيء الأكثر عقبة على التعليم البيئي هو أن تعيش وحيدا في عالم جریح".
وينطلق الباحث من أن النوعیة البیئیة ومعها التعلیم من وجهة نظر علماء الأحياء والتنوع الحيوي يكشفان عن عملیة مهمة وهشة وتتفاقم بفعل الجهل واللامبالاة.
حيث اقترح تدعیم مهمة علماء البيئة ووسائل الإعلام التي تتناول قضايا البيئة، كما أن نشر التحريرية المختلفة. الوعي البيئي يتطلب ضرورة معرفة عمل وسائل الإعلام وتركيبتها غير المتجانسة و سياساتها التحريرية المختلفة.
وحذر الباحث من أن وسائل الإعلام قد تضعنا في حالة عدم الثقة في حال منحنا بالحقیقیة البیئیة. لمعلومات غير مكتملة وغیر صحیحة نظر الغياب الإعلامیین المهنيين الذين يهتمون وتحث الدراسة على أهمية دور الإعلام في تبسيط المعلومات البیئیة والاهتمام بالدقة والتفاصيل، وهذا يتطلب بدوره تفعيلا في القائم بالاتصال نفسه.
الدراسة الخامسة: دراسة (ZIADAT 2010)
هدفت الدراسة إلى تقييم العوامل الرئيسية المساهمة في الوعي البيئي بين الناس في الأردن، وتكونت عينة الدراسة من ( 2000) شخص من مواقع مختلفة في الجزء الجنوبي من الأردن ، ووزع الاستبيان وفقا لكثافة السكان في جميع أنحاء خمس متن رئيسة و (59) قرية، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي، وطبقت الاستبيان المكون من (30) سؤالا والذي يصنف في فئات القضايا البيئية الرئيسية التالية : المشاكل البيئية عموما ، وتلوث الهواء،موارد المياه والنفايات الصلبة، والتلوث الضوضائي،والتصحر، وتوصلت الدراسة إلى نتائج من أهمها توجد فروق ذات دلالة إحصائية في مستوى الوعي البيئي بين الذكور والإناث لصالح الإناث، كما توصلت إلى أن الوعي البيئي في مدينة العقبة في المنطقة الجنوبية من الأردن كان أكبر من غيرها من المدن التي شملها الاستطلاع ، كما توصلت الدراسة إلى أن مستوى التعليم لعب دورا هاما في درجة الوعي البيئي في جميع المدن والقرى التي شملها الاستطلاع، لصالح المتعلمين، والوعي البيئي تأثر أيضا بالاختلاف في الفئة العمرية لصالح الفئات العمرية الأكبر.
الدراسة السادسة: دراسة ظفر، سمية (2010): "أثر الالتحاق برياض الأطفال في تنمية الوعي البيئي لدى عينة من الأطفال (5-6) سنوات بمدينة مكة المكرمة
هدفت الدراسة للتعرف على أثر الالتحاق برياض الأطفال في تغذية الوعي البيئي لدى عينة من الأطفال من (5-6) سنوات بمكة المكرمة ، اتبعت الباحثة المنهج الوصفي ، وتكون مجتمع الدراسة من 320 طفل أعمارهم بين 5- 6 سنوات بمكة المكرمة ، منهم (160) طفل التحقوا برياض الأطفال (80 ) منهم برياض أطفال خاصة و (80) برياض أطفال حكومية و(160) طفل لم يلتحقوا برياض الأطفال ، و صممت الباحثة مقياس الوعي البيئي للأطفال وتوصلت الدراسة إلى نتائج من أهمها : وجود فروق دالة إحصائيا بين الملتحقين برياض الأطفال وغير الملتحقين برياض الأطفال في الوعي البيئي وأبعاده لصالح الملتحقين برياض الأطفال لدى عينة البحث، كما توصلت الدراسة إلى أنه لا توجد فروق دالة إحصائيا بين الملتحقين برياض الأطفال الإناث والذكور في الوعي البيئي وأبعاده لدى عينة البحث.
الدراسة السابعة: دراسة المغيصب (2009): أثر برنامج مقترح في التربية الفنية لتنمية الوعي البيئي لدى عينة من تلاميذ المرحلة الابتدائية بدولة قطر
هدفت الدراسة للتعرف على أثر برنامج مقترح في التربية الفنية لتنمية الوعي البيئي لدى عينة من تلاميذ المرحلة الابتدائية بدولة قطر، اعتمدت الباحثة المنهج شبه التجريبي وتكونت عينة الدراسة من (92) طالبا وطالبة منهم (46) طالبا وطالبة في المجموعة التجريبية، و(46) طالبا وطالبة في المجموعة الضابطة و استخدمت الباحثة أداتين للدراسة عن إعدادها الأولى القياس الاتجاهات نحو البيئة لدى الطلبة والثانية اختبار لقياس المعلومات البيئية ، ومن أهم نتائج الدراسة: عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في متوسطات المعلومات البيئية بين المجموعتين التجريبية والضابطة عند الطلاب والطالبات، وبينت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية في متوسطات الاتجاهات نحو البيئة بين المجموعتين التجريبية والضابطة عند الطلاب والطالبات الصالح المجموعة التجريبية، وقد أوصت الدراسة بتزويد معلمي التربية الفنية بالمعلومات والخبرات المتجددة من خلال البرامج والدورات والورش.
المصادر والمراجع
1-یاسین بوذراع، دور الإذاعة المحلية في نشر الوعي البيئي لدى الطلبة الجامعيين، رسالة ماجستير غير منشورة،قسم علم الاجتماع، جامعة منتوري، قسنطينة، الجزائر، 2010.
2-فتيحة كیحل، الإعلام الجديد ونشر الوعي البيئي، بجامعة الحاج لخضر، باتنة، مذكرة ماجستير، الجزائر، 2012.
3- عاطف عدلي العبد: الإعلام العماني وقضايا البيئة، القاهرة، دار الفكر العربي، الطبعة الأولى، 1993.
4- Allen,william: A new media perspective on environmental communications, bioscience,2001,N04.
5-Auf H Ziadat ( 2010); Major Factors Contributing To Environmental Awareness Among People in A Third World Country/ Jordan. Environment, Development And Sustainability . Dordrecht. Vol. 12 . Iss.1;pg.135.
6- ظفر، سمية (2010): "أثر الألتحاق برياض الأطفال في تنمية الوعي البيئي لدى عينة من الأطفال (5-6) سنوات مدينة مكة المكرمة، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة أم القرى، السعودية.
7- المغيصب، لطيفة (2009): أثر برنامج مقترح في التربية الفنية لتنمية الوعي البيئي لدى عينة من تلاميذ المرحلة الأبتدائية بدولة قطر، أطروحة دكتوراه غير منشورة، جامعة أم القرى، المملكة العربية السعودية.